الخميس، 27 فبراير 2014

سلسلة السيرة النبوية د/ راغب السرجاني 27- الطريق إلى الأحزاب-7


نتائج خروج المسلمين من الأزمات بعد أحد


كانت غزوة أحد في شوال سنة (3هـ)، وفي الشهور الستة التي بعدها كانت هناك أزمات كبيرة مرت بها الأمة الإسلامية، أزمة بني أسد، وأزمة خالد بن سفيان، وأزمة ماء الرجيع، وأزمة بئر معونة، ثم في النهاية أزمة بني النضير.

خرج المسلمون من هذه الأزمات في يوم خروج بني النضير، واستطاع المسلمون من جديد أن يستعيدوا الهيبة، واستغل الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الموقف في نشر الهيبة والسمعة الجيدة للمسلمين في الجزيرة العربية، فقام بعدة سرايا وغزوات من أشهرها: غزوة نجد، واللقاء الذي كان منتظراً بينه وبين المشركين في بدر، عرفت في التاريخ بغزوة بدر الصغرى تمييزاً لها عن غزوة بدر الكبرى التي كانت في سنة (2هـ)، ثم قام بغزوة دومة الجندل.

وكان لكل هذا نتائج كبيرة في الجزيرة العربية على كل المحاور، سواء كانت نتائج في داخل المدينة المنورة أو في خارجها.



استكانة المنافقين داخل المدينة المنورة


أولاً: استكان المنافقون في داخل المدينة المنورة، بعد مصيبة أحد نجم النفاق في المدينة المنورة، وجاهر المنافقون المسلمين بالعداء، بل وتعاونوا مع بني النضير ووعدوهم بالمساعدة ضد المسلمين إن حارب اليهود والمسلمين، لكن بعد هذه السرايا والغزوات استكان المنافقون تماماً، ورضخوا لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم، وكتموا في قلوبهم الكفر، وأصبحوا في داخل صف المسلمين، وهذا فيه خطر كبير، لذلك نتوقع أن تحدث أزمة تكشف المنافقين قريباً.



تحرك مخاوف اليهود

ثانياً: تحركت مخاوف اليهود؛ فلم يبق من اليهود في المدينة المنورة إلا بنو قريظة، وبقي يهود بني قريظة على العهد، لكن في قلوبهم قلق ورعب شديد من المسلمين، فهذه بنو قينقاع قد خرجت، وخرج وراءها بنو النضير، ولم يبق غير بني قريظة.

كذلك يهود خيبر رأت أن اليهود يخرجون من داخل المدينة المنورة، وبعد أن ينتهي الرسول عليه الصلاة والسلام من قصة اليهود في المدينة المنورة، لا يستبعد أن يتجه إلى يهود الشمال إلى خيبر، أضف إلى ذلك أن بني النضير هاجرت إلى خيبر، ونقلوا ليهود خيبر كل الكراهية التي حملوها معهم من المدينة المنورة، كذلك زعماء بني النضير انتقلوا إلى خيبر، وفيهم من الشر ما فيهم، منهم حيي بن أخطب وسلام بن أبي الحقيق وغيرهما من زعماء اليهود، فمن المتوقع أن تكون هناك مشاكل كثيرة تجيء من ناحية خيبر.



شعور قريش بالقلق والخوف من المسلمين

ثالثاً: بدأت قريش تشعر بالقلق، ومع أنها كانت رافعة رأسها بعد أحد، لكنها اهتزت هزة كبيرة برجوعها عن بدر الصغرى، وعدم القدرة على مواجهة المسلمين، مع أن عدد الكفار في غزوة بدر الصغرى (2000)، وعدد المسلمين فيها (1500)، أضف إلى ذلك انقطاع التجارة إلى الشام تماماً بعد قيام الدولة الإسلامية، فهذا أمر لا بد أن تفكر فيه قريش.

إذاً: قريش بدأت تشعر بالقلق الشديد تجاه المسلمين، لكن لا تدري كيف تتصرف؟



شعور القبائل المحيطة بالمدينة المنورة
بالقلق والخوف من المسلمين

رابعاً: القبائل التي تحيط بالمدينة المنورة هي قبائل الأعراب التي تعيش في البادية بدأت تشعر بالقلق الشديد، وأهم هذه القبائل قبائل غطفان التي منها قبائل بني سليم وقبائل بني هذيل وبني لحيان، وهي القبائل التي غدرت بالمسلمين سواء في بئر معونة أو في ماء الرجيع.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق