الاثنين، 25 أبريل 2011

أين الفرار من رب لا ينام !!



أين الفرار من رب لا ينام !!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخى لاتتوهم أنك عند عصيانك لله فى جوف الليل وظلمته أو عندما تتخفى عن عيون الناس أنك بذلك قد خرجت عن عين الله ورقابته لا والله فو عزته وجلا له أنه يراك الآن نعم الأن الأن فى هذه اللحظة بل ويعلم ما فى نفسك وقبلك وعينه عنك لاتغفل ولاتنام فانظر يا من تتوهم أنك تعصيه ولايراك مايقوله لك ربك "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون " . 

فربك لايغفل ، لاينام ...فقل لى أين ستفر بمعصيتك وأنت فى مملكته وأنت فى قبضه يده وأنت تحت سمائه ورقابته فلتكن على يقين أنك مراقب من قبل عظيم السموات والأرض ليس هذا فحسب بل أنك مراقب من قبل الملائكه الذين يسطرون عليك كل حركه وسكنه وكل لفظه وفعله قال تعالى" مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ".... 
بل ومن الأرض التى كنت تعصى الله عليها نعم والله فهذه الأرض التى وقفت عليها ستشهد عليك يوم القيامه بأنك فى اليوم كذا الساعه كذا كنت تقف على ظهرها وتفعل من المعاصى كذا وكذا... بل أن هناك من ستصدم يوم القيامه أنه هو الذى سيشهد عليك أنه جسدك !! 

تأمل العضو الذى عصيت به الله حتى تمتعه بمتعه حرام يأتى يوم القيامة أذا أنكرت امام الله أنك لم تعصيه به فيشهد عليك فهذى العين تقول نعم يارب نظرت الى الحرام وهذه القدم تقول نعم يارب مشيت الى الحرام وهذه اليد تقول نعم يارب أخذت من الحرام قال تعالى" (يوم تَشْهدُ علَيهم أَلْسنَتُهم وأَيْدِيهِم وأَرجُلُهُم بما كانوا يعملون" فحذراى حذارى من أعضاء جسدك حذارى أن تمتعها بالحرام ومن الحرام فهى جواسيس معك فى الدنيا تشهد عليك فى الأخره ...

قلت لك أين ستفر بذنبك فكل ماحولك من أرض وسماء وحجر وشجر وملائكة حتى أعضاء جسدك كل هؤلاء تجدهم يحبون الله وسيكونوا شهودآ يوم القيامة على من يعصون محبوبهم ولا يقدرونه حق قدره لكن فى نفس الوقت والله أن أطعت الله وعبدته ورجعت أليه تجد الحجر والشجر والأرض بل وكل ما فى الكون فرح بعبادتك لله فتجد هذه الملائكة عندما تقرأ القرأن أو تذكر الله صفوف أمامك لتستمع إليك وعند موتك تراهم بيض الوجوه يطمئنونك أنك من أصحاب الجنة وهذه الأرض تشفع لك أمام الله يوم القيامة بأن جبهتك هذه قد سجدت عليها يوما وفى قبرك ستكلمك وتقول لك "قد كنت خير من يمشى على ظهري .

أخي قبل أن تعصى تذكر عظمه هذا الإله الذي يعصى في أرضه ولانبالى ولا نقدره حق قدره فاتأمل مايقوله النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث عن عظمه هذا الإله وسيتبين لى ولك أننا مساكين وأننا نجرم فى حق عظيم فعن ابن عمر مرفوعا قال النبى يطوى الله السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون، أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضيين السبع، ثم يأخذهن بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون أين المتكبرون؟

فهل تأملت يا من تعصى الله كيف أنه سبحانه وتعالى يوم القيامة سيمسك بهذه السموات السبع ومابها من كواكب وأجرام وأفلاك بل وبالأراضين السبع فيجعلهما فى قبضه يده فمن أنا وأنت حتى نعصيه ونخالف أوامره ... بل تأمل هذا الحديث الذى يصف فيه النبى السماء وعظمه خلقها "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , أَنَّهُ قَالَ : " مَا بَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ , وَمَا بَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَالْكُرْسِيِّ خَمْسِ مِائَةُ عَامٍ "

فجاوبني بالله عليك من نكون فى هذا الكون حتى نعصى خالقه، لا بل أنظر وتعرف على عظمه الخالق سبحانه وتعالى فى هذا الحديث الذى يصف فيه النبى ملك من مخلوقات الله وهو ملك من حمله العرش " فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام"....

يعنى أن هذا الملك من حمله عرش الله طوله فقط من الأذن حتى الكتف لو أردت قياسه لأخذ منك الأمر من وقت "سبعمائه عام "وهذا مخلوق من مخلوقات الله يرتجف أمام الله وجلآ وخوفآ ولايملك لنفسه ضرآ ولا نفعآ ولا موتآ ولاحياه ولانشورآ .


بل تأمل لما هو أغرب وأغرب يقول النبى صلى الله عليه وسلم "ما السموات السبع والأراضين السبع بالنسبه للكرسى ألا كحلقه ألقيت فى فلاه والكرسي بالنسبة للعرش كحلقه ألقيت فى فلاه" أى أن ما فى هذا الكون من فضاء وأفلاك وأجرام لايساوى شئ بالنسبه لعرش الله وكأنك رميت قطعه من حديد فى صحراء فهل ستمثل هذه القطعه التى رميتها شئ بالنسبه للصحراء فكذلك الكون بمن فيه لايمثل شئ لو قارناه بعرش الله وهذا العرش خلق من مخلوقات الله فكيف بالله الخالق ؟!

هل مازلت يا من تعصيه لاتعلم أنك تذنب فى حق عظيم تجرم فى حق كبير يتركك تعصيه ويرزقك وعلى أرضه يحملك وعند رجوعك أليك يفرح بعودتك ولو رفعت يدك تدعوه أجاب دعوتك فلتجاوبني بالله عليك هل هذا أله يعصى ؟!

أخى يامن فررت من الله إلى عصيان الله يامن يناديك إلى أن تقف بين يديه فى اليوم خمس مرات لا لتغنيه من فقر لكن لتسأله فيعطيك ،لتذكره فيذكرك فيقول لك "حى على الفلاح" أي عبدي أقبل إلى الصلاة والى بيتي فهنا الفلاح والنجاة "فا اعلم أنك أن أعرضت عن نداء الله وبعدت عن ذكر الله والسجود بين يديه فلتستحي ولتخجل لأن كل ماحولك لله يسجد ويخشع ويذكر... هذا الشجر والحجر والسماء والأرض حتى الكافر لو تكبر أن يعترف بأن "لا اله الأ الله وأن محمد رسول الله " فإن خلايا وذارت جسده تشهد لله بالواحدانيه ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرساله "رغم أنفه".


فتأمل الشئ الذي تجلس عليه الأن حتى هذه الورقة التي تنظر فيها الأن تسبح لله وتسجد... لاتقل كيف فربك على كل شئ قدير قال تعالى "ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس". ويقول سبحانه : "تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا "


بل تأمل هذا الحديث النبوي الذى يصف فيه النبى كيفيه عباده الملائكة لله عندما رآهم فى ليله الإسراء والمعراج وهم الذين لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون يقول النبي" إني أرى ما لا ترون، أطئت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً.

إذآ فلتكن على يقين يا أخي أن من يعصى الله عز وجل أو يتكبر أن يلبى نداء الصلاة أو لايذكر الله فهو نشاز في هذا الكون لأن كل ماحوله من سماء وأرض وجبال وحجر وشجر الكل هائم في حب الله يسجد ويسبح لله خالقه عز وجل فلو تكبرت أن تضع جبهتك على الأرض لتسجد بها لله كنت عدوهم وأن أطعته وكنت عبدآ له أحبوك وشعروا بطاعتك لله وفرحوا بك وبعد أن رأيت عظمه الله وقدرته ونعمه ورحمته بعد كل ماسبق إن لم تستجب لنداء الله وتعود إلى الرحمن فى شوق وندم ...

أذآ فا اخشى على نفسك من غضبه أومن دخولك مرحله الأنتقام فتتغير معاملته سبحانه معك فتجده يتخلى عنك وعندها ستكون الطامه الكبرى حينها تجد كل شئ فى الكون ضدك فتتحول النعم الى نقم ووبال وعذاب يعذبك به الله فى حياتك قبل مماتك لكن كن على يقين أن الله لايتخلى عن عبده أو ينتقم منه إلا بعد أن ييسر له كل سبل الهدايه وبعد أن يرسل أليه كل الرسائل التي تقول له عد إلى ربك قال تعالى " إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون "

فقم الأن الأن وليس بعد قليل توضأ لله وقف بين يديه وصلى واندم على مافرطت وأجرمت فى حق الله وعن هذه القطيعة التي طالت قم يا أخي قبل أن يتوقف بك قطار الحياة ولتجد نفسك أمام ملك الموت

لا اله الا أنت سيحانك انى كنت من الظالمين 
فلتعود يا عبد الله وأنتي يا أختاه إلى مولاكى فهو الودود الغفور لاتيأس من رحمته ولاتقل أنى كثير المعاصي والذنوب فأن ذنوبك مهما كثرت فهى شئ أما رحمه ربك فقد وسعت كل شئ يقول رب العزة " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {صدق الله العظيم}
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق